التحرير نت - عدن/الطّائف/المنفئ الألماني :
(بسم الله نبدأ..معارك العام الجديد 2024م) :
مع (تحايا ثوريّة عدنيّة/يمانيّة حارّة أصيلة وعريقة عبر التّاريخ الأنساني كلة) و(بلا حدود).. ل(رجال قارّة أمريكا اللاتينيّة وجنوب أفريقيا الشّرفاء..شعوبا.. ودولا..و..حكومات) ل(مواقفهم المشرّفة المسؤولة القويّة المساندة لقضيّة وحقوق الشّعب العربي الفلسطيني الباسل المقاوم..مسلمين..و..مسيحيّين..وحتى.. يهود..أحرار..منصفين)..و(حتما..حتما..حتما..لن تنام أعين أشباه الرّجال)
***
التحرير نت – عدن/الطأئف/المنفئ الألماني :
(اليمن..بلادنا)..و(عزّها..عزّ..لنا)..
ف(ردّدي..أجيالنا)..(تسلمي..لي)..يا (يمن)..
(تسلمي..لي..يا..يمن)..(تسلمي لي..يا يمن)
تنويه : يمكن الأستماع ومشاهدة (الأنشودة) على (يوب تيوب - الأنترنت)
***
عام 2024م..عام (أنتصار طوفان غزّة)..و(البحر اليماني الأحمر - أخدود "باب المندب الأستراتيجي الملتهب جمرا)..و(إنتصار الشّعب الفلسطيني الأبي)..!
قريبا: الرّفيق المناضل [رياض حسين القاضي] مؤسّس وقائد [حركة المعارضة اليمنيّة الوحدويّة الحرّة والمستقلّة) في (المنفئ الألماني) و(عموم قارّة أوروبا) ينشر (قراءة سياسيّة مركّزة..في ملاحم طوفان المشهد الفلسطيني التّاريخيّ المشرّف)..و(ملامح إنتحار..و..أنقراض الكيان الصّهيوني اللّقيط)..فترقّبوا..
***
(للأنصاف..للأجيال..و..للتّاريخ..وللذّاكرة الألمانيّة المثقوبة المنحوسة..أيضا) :
بأختصار (الأعلان الأوّل..عن المشهد الفلسطيني/الألماني المهيب) :
(مواقف الجاليّة اليهوديّة الألمانيّة..وبقيّة العالم..أشرف..وبمراحل طوال)..من (مواقف حكومة برلين..المعادية لحقوق الشّعب الفلسطيني) ف(تحيّة لكلّ يهودي منصف..حر..في عموم العالم..وفي قلب كلّ أراض فلسطين المحتلّة المغتصبة)..
***
(المثقفون اليهود في ألمانيا..في رسالة مهينة..إلى الحكومة الألمانية) :
(نعرب عن تضامننا الكامل..مع جيراننا العرب والمسلمين)..وخصوصا (الفلسطينيّن)..وعلى (حكومة ألمانيا) أن تصون (حق التعبير عن الرّأي) وفقا ل(الدستور الألماني)..!
(في بيان يهودي محترم صدر في قلب ألمانيا رغم أنف الحكومة الألمانيّة) :
(شخصيات يهودية..تناشد الحكومة الألمانية..بعدم قمع الفلسطينيين باسم حماية اليهود)..!
القدس العربي - الجمعة 27 أكتوبر 2023
علاء جمعة
برلين- “القدس العربي”: مع تطور الأوضاع العسكرية والسياسية على الأرض في غزة ومناطق غلاف غزة، وانعكاس أعمال العنف داخل ألمانيا، حيث تَشْهَد البلدات الألمانية العديد من المظاهرات والفعاليات المؤيدة للفلسطينيين أو الإسرائيليين، وما شهدته بعض هذه المظاهرات، لا سيّما في برلين، من حظر أو منع من قبل الأجهزة الأمنية، أرسلت شخصيات عامة تمثّل اليهود في ألمانيا رسالةً عامة إلى الحكومة الألمانية، وحكومات الولايات، وإلى الرأي العام الألماني، أعربت فيها عن امتعاضها مما وصفته بالقمع واستهداف المدنيين والتحيّز العنصري الذي يتعرض له الفلسطينيون.
الرسالة وُقّعت من شخصيات ألمانية يهودية عامة مشهورة، مثل مخرج الأفلام الألماني اليهودي جلعاد برعام، والكاتب ساندرز إسحاق بيرنشتاين، والفنانة آنا برلين، ومنتج الأخبار التلفزيونية آدم بيري، وغيرهم الكثير من الجالية اليهودية في ألمانيا، ونشرتها صحيفة “تاغيس تسايتونغ”، وجاء فيها أن التضييق على الفلسطينيين والعرب مما يحدث في غزة، خشيةً من انتقاد إسرائيل، لا يجعل اليهود يشعرون بالأمان بالضرورة، بل بالقلق والخوف، لأن هذا يعتبر تضييقاً على الحريات العامة في ألمانيا.
وقالت الرسالة: “نحن، الفنانين والكتاب والعلماء اليهود، الموقّعين أدناه، الذين يعيشون في ألمانيا، ندين، في هذه الرسالة، الأعمال المثيرة للقلق ضد الجمهور في ألمانيا، وذلك في أعقاب تصاعد أعمال العنف الكبيرة التي حدثت في المناطق الفلسطينية والإسرائيلية، ومع تأكيدنا أنه ليس هناك أي مبرر لهجمات “حماس” على المدنيين. ومع إدانتنا بلا تحفّظ للهجمات على المدنيين في إسرائيل، حيث لدى الكثير منّا عائلات وأصدقاء في إسرائيل يتأثرون بشكل مباشر بهذا العنف، بيد أننا بالوقت نفسه ندين، بذات القوة، ما يحدث من عنف وقتل يواجه المدنيين في غزة”.
ففي الأسابيع الأخيرة، حظرت الولايات الألمانية التجمعات العامة التي يشتبه في أنها متعاطفة مع الفلسطينيين في جميع أنحاء ألمانيا. وهي تعمل على حظر وقمع مظاهرات مثل “شباب ضد العنصرية”، و”سكان برلين اليهود ضد العنف في الشرق الأوسط”. وفي إحدى الحالات التي أثارت القلق تم القبض على امرأة يهودية إسرائيلية لأنها كانت تحمل لافتةً تدين الحرب التي تشن في “المناطق الإسرائيلية والفلسطينية”.
ولم تقدم الشرطة أي دفاع موثوق عن هذه الأفعال. تقريباً جميع عمليات الإلغاء، بما في ذلك تلك التي تحظر التجمعات التي تنظمها الجماعات اليهودية، بررت الشرطة منعها جزئياً بسبب “الخشية من حدوث تهديدات، وبسبب وجود هتافات تحريضية أو معادية للسامية”. وفي رأينا أن هذه الادعاءات تعمل على قمع التعبير السياسي المشروع وغير العنيف، والذي قد يشمل انتقاد إسرائيل.
التحيّز العنصري
وقالت الرسالة إن أية محاولات تتم لمقاومة هذه القيود التعسفية تواجهه بقوة وعدوانية. كما تعرض العديد من الأشخاص من ذوي الخلفيات المهاجرة في جميع أنحاء ألمانيا لاستهداف من قبل السلطات، حيث تم مضايقة المدنيين واعتقالهم وضربهم، وغالبًا ما يتم ذلك تحت ذرائع واهية.
وفي برلين، أصبحت منطقة نويكولن، والتي تعتبر موقع تجمّع جاليات تركية وعربية كبيرة، منطقةً تتواجد الشرطة فيها بشكل كبير، حيث تقوم سيارات الشرطة المدرعة وقوات مكافحة الشغب بدوريات في الشوارع بحثًا عن أي مظاهر عفوية لدعم الفلسطينيين، أو رموز الهوية الفلسطينية. وحيث يتعرّض المشاة على الرصيف بالدفع والإزعاج، ويهاجمون من قبل عناصر الشرطة برذاذ الفلفل. ويتعرّض الأطفال للهجوم والاعتقال بلا رحمة. ومن بين المعتقلين نشطاء سوريون وفلسطينيون معروفون.
وتضيف الرسالة أنه تم رصد العديد من الحالات، من منع رفع الأعلام الفلسطينية، والكوفية في المدارس. على الرغم من أن حيازة هذه العناصر في الأماكن العامة أمرٌ قانوني، إلا أنها تقابَل بعنف من عناصر الشرطة، وتواجه بالاعتقال في العديد من الأحيان.
وقالت الرسالة؛ في وقت سابق من هذا العام، اعترف ضباطُ شرطة برلين أمام المحكمة بأنهم استهدفوا المدنيين الذين كانوا يرتدون ملابس بألوان العلم الفلسطيني أو يتوشحون بالعلم أو الكوفية للتضامن مع الفلسطينيين، بحيث تعرض هؤلاء للقمع والاعتقال. وتشير لقطات فيديو مصورة إلى أن هذا لا يزال هو الحال في الوقت الراهن، وما زال “التحيز العنصري” يلعب دورًا مهمًا في الملاحقة القضائية المستهدفة للمشتبه بهم.
إن هذه الانتهاكات للحقوق المدنية لا تثير أية احتجاجات بين النخب الثقافية في ألمانيا. لقد تواءمت المؤسسات الثقافية الكبرى في ألمانيا، مع توجّه السلطة عبْر إسكات الأصوات المعارضة والمحتجة، من خلال إلغاء المسرحيات التي تتناول الصراع، وسحب حق التحدث من الشخصيات التي قد تنتقد تصرفات إسرائيل أو الذين هم ببساطة فلسطينيون. وقد خلقت هذه الرقابة الذاتية الطوعية مناخاً من الخوف والغضب والصمت. كل هذا يتم بحجة حماية اليهود ودعم دولة إسرائيل.
كيهود نرفض هذا العنف
وأكدت الرسالة: نحن، كيهود، نرفض هذه الذريعة للعنف العنصري، ونعرب عن تضامننا الكامل مع جيراننا العرب والمسلمين، وخاصة الفلسطينيين. نحن نرفض أن نعيش في خوف ضار. إن ما يخيفنا هو مناخ العنصرية وكراهية الأجانب السائد في ألمانيا، والذي يسير جنباً إلى جنب مع محبة السامية القهرية والأبوية. ونحن نرفض بشكل خاص معادلة معاداة السامية وأي انتقاد لدولة إسرائيل.
وفي الوقت نفسه الذي يتم فيه قمع معظم أشكال المقاومة السلمية في غزة، تحدث أيضًا أعمال عنف وترهيب معادية للسامية: إلقاء زجاجة مولوتوف على كنيس يهودي، يتم رسم نجمة داود على أبواب بيوت اليهود لتمييزهم. ولا تزال دوافع هذه الجرائم المعادية للسامية غير المبررة ومرتكبيها مجهولة.
ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح لن يجعل اليهود أكثر أمانًا إذا رفضت ألمانيا الحق في التعبير وتمكين الناس من الحداد على الأرواح التي فقدت في غزة.
فاليهود يشكلون بالفعل أقلية ضعيفة. إن حظر المظاهرات وتطبيقه بالعنف لن يؤدي إلا إلى إثارة العنف وتصعيده.
نحن ندين هذه الأفعال بشكل صارخ والتي تستهدف الحياة اليهودية في ألمانيا، لكن وفقاً للشرطة الفيدرالية، يتم ارتكاب “الغالبية العظمى” من الجرائم المعادية للسامية- حوالي 84 بالمائة- من قبل اليمين المتطرف الألماني.
حرية التعبير وحرية التجمع
وذكرت الرسالة أن المعارضة شرطٌ أساسي لأي مجتمع حر وديمقراطي. وأن تعريف الحرية، كما كتبت روزا لوكسمبورغ (ناشطة وسياسية يهودية ولدت عام 1871، ودعت إلى مواجهة قمع السلطات) “هي ضمان حرية أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف”. ونحن نخشى أنه مع القمع الحالي لحرية التعبير، أصبح المناخ في ألمانيا أكثر خطورة من أي وقت مضى في تاريخ البلاد الحديث بالنسبة لليهود والمسلمين على حد سواء، ولذلك نحن ندين هذه الأعمال التي ترتكب باسمنا.
إننا ندعو ألمانيا إلى التقيد بالتزاماتها الخاصة بحرية التعبير والحق في التجمع، على النحو المنصوص عليه في القانون الأساسي الذي يبدأ على النحو التالي: “كرامة الإنسان لا تنتهك. احترامهم وحمايتهم واجب على جميع سلطات الدولة”.
***
(تحايا ثوريّة عدنيّة) إلى (حكيم مسقط العماني : المفكّر العربي علي المشعني)
أسرة (التحرير) نت..مع توجيه فائق الأعزاز والتّقدير ل(حكيم مسقط العربي المسلم الأصيل الحر)..تدعو (كلّ جماهير الشّعب اليمني والأمّة العربيّة والأسلاميّة..على أمتداد الكرة الأرضيّة)..إلى (مطالعة..مشاهدة..سماع..فهم..إدراك..وأستيعاب مضامين ما قاله..ومازال يقوله من حقائق تاريخيّة..صحيحة..ومحترمة..مع تحيّة عدنيّة/يمانيّة..لعروبة "أحرار مسقط" الصّافية..ولسانها الفصيح المفكّر العماني/علي المشعني)..من أجل (تثقيف الذأت) و(رفع غشاوات وتضليلات أنظمة "الأنذال العرب الجرب"..و"تعرية خيانات الأعراب الأجراب" حتى إسقاطهم..غير مأسوف عليهم)..بل و(محاكمتهم..شرعا..وقانونا..وخلقا..على كلّ تآمراتهم الخسيسة)..!
(الحلقة الأولى) : يو تيوب (عن مشروع الغرب لتفكيك العرب)..!
(الحلقة الثانية) :
الكاتب والمفكّر العماني علي بن مسعود المشعني ضيف على مسؤوليتك
قناة (ديوان) التونسّة 29 – 12 - 2023م
***
أسرة (التحرير) نت..(تبارك اليوم)..ب(تقدير عال) :
(شهادات) الصّحافي الفلسطيني الكبير (د.أسامة فوزي) في (أمريكا الشّماليّة) واللّبناني (ناصر قنديل) في (بيروت التحدّي)-بعد تناولات (التّحرير) نت..لل"مذكور" ب"سنوات طوال"!-على (سفالات..ورزالات..وأنحطاطات إبن الشّرموطة الأخوانجي المخنّث في "مزراع نقرة الكويت"-"جميعة الشّواذ" المسمّاة "جمعيّة إصلاح"-الذي (أعلن تأييده باسم "حركة حماس" ل"العدوان السّعودي/الأماراتي" على الشّعب اليمني..وضدّ اليمن العربي المسلم الأصيل والعريق) من قلب (المهلكة السّعوديّة) مارس 2015م..و"مزايداته اليوم" على (قادة حركة حماس المبدئيّين في قلب "غزّة")..إستمرارا ل"سمسراته النّجسة"..بأسم (قضيّة فلسطين)..وبلاهته أمام (أسئلة "مذيعات" قناة "العبريّة" السّعوديّة)..و(تبريراته الرّخوة..والرّكيكة)..!وتدعو (جماهير الشّعب الفلسطيني) إلى (إسقاط..ومحاكمة الجاسوس المتصهين المدعو "محمود عبّاس" و"شلّة خياناته"..و"مقاولاته الدّنيئة..على الدّم الفلسطيني الطّاهر الزّكي"..وعلى "أرواح نسائه وأطفاله"..وخصوصا "الخدّج")..ف(الأعدام فقط..هو الحل الباتر)..
***
(أضف إلى معلوماتك..وسّع مخّك..يا أخي اليمني/العربي/المسلم والمسيحي) :
أصوات يساريّة غربيّة منصفة في أوروبا..تدين مواقف حكوماتها ورئيسة المفوضية الأوروبيّة المنحازة للعدوان الصّهيوني ضد الشّعب الفلسطيني..
من يقف مع فلسطين في أوروبا ؟
(ضمائر حية..بمواجهة المواقف الرسمية المنحازة لإسرائيل)
موقع قناة "الجزيرة" - زهير حمداني - 14 أكتوبر 2023م
كان جون لوك ميلانشون، الرجل الذي يأتي من أقصى اليسار الفرنسي وزعيم حزب "فرنسا الأبية"، صوتا يكاد يكون نشازا في أوروبا، حين قال بعيد مجزرة المستشفى المعمداني في غزة: "هل من الصعب إدانة جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو؟ هل من الصعب إدانة العنصرية التي تمنعنا من رؤية الفلسطيني أولا كإنسان؟ أين أصحاب الضمائر الحية والأرواح الجميلة؟".
هو أحد الضمائر التي ما زالت حية في فرنسا وأوروبا، ولذلك يتعرض وحزبه "فرنسا الأبية" ونوابه، مثل النائبة دانيال أوبوتو وماتيلد بانو (رئيسة الحزب في الجمعية الوطنية) لحملة شرسة بتهمة "معاداة السامية"، تماما كما يتعرض لها برلمانيون ورياضيون وسياسيون وإعلاميون في الغرب فقط لأنهم يرون الفلسطيني كإنسان، وفق تعبير ميلانشون.
يتقدم ميلانشون الاثنين مظاهرة ضخمة ضمت أكثر 30 ألف شخص في باريس، موجها انتقادات شديدة لرئيسة البرلمان الفرنسي قائلا: "هذه هي فرنسا، في هذه الأثناء تحل السيدة يائيل برون-بيفيه (رئيسة البرلمان) في تل أبيب، من أجل تشجيع المجزرة.. ليس باسم الشعب الفرنسي". وكان قبل ذلك قد خاطب الرئيس ماكرون قائلا: "سيدي الرئيس أوقف الدعم غير المشروط للحكومة الإسرائيلية التي ترتكب جرائم حرب بغيضة".
ليس لليسار الفرنسي أو الأوروبي تأثير كبير في السياسة والمواقف الرسمية، ويختلف موقف ميلانشون الذي -خسر الرئاسيات الفرنسية 3 مرات- عن موقف ماكرون المؤيد لإسرائيل أو عن موقف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي زينت مبنى المفوضية في بروكسل بالعلم الإسرائيلي، وزارت تل أبيب مواسية بنيامين نتنياهو صحبة رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، التي رفعت بدورها العلم الإسرائيلي على مبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وكلتاهما تتعرض لانتقادات شديدة من أعضاء في البرلمان الأوروبي عن هذا الاندفاع السريع في دعم إسرائيل.
هناك أصوات غربية -أوروبية وأميركية- ذات بوصلة واضحة تقف مع القضايا العادلة والحق الفلسطيني، وتنظر بمعيار واحد ومتوازن لمسألة الحريات وحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي، معظمها من المثقفين ودعاة السلام وأحزاب وشخصيات من أحزاب اليسار الأوروبي، غالبيتها في المعارضة وقليل منها في السلطة، من بينها حزب بوديموس الإسباني (اليسار الاجتماعي)، حيث كانت وزيرة الحقوق الاجتماعية في الحكومة الإسبانية أيوني بيلارا وزميلتها وزيرة المساواة إيرين مونتيرو، صوتين حيين منافحين عن الحق الفلسطيني.
لقد ذهبت بيلارا بعيدا مقارنة بالمواقف الرسمية، حين اتهمت "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل"، وطالبت بتقديم بنيامين نتنياهو إلى الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب. وهي توصم بكونها في خانة "ذلك اليسار الراديكالي" الأوروبي الذي تمقته إسرائيل، وتعتبره بروكسل مقوضا للإجماع الأوروبي.
وتصنف نائبة البرلمان الأوروبي الأيرلندية اليسارية كلير دالي بدورها في تلك الخانة، فهي من بين الضمائر الحية التي رفضت العدوان الإسرائيلي على غزة، ونددت بموقف الاتحاد الأوروبي المنحاز إلى إسرائيل، وشنت حملة على رئيسة المفوضية فون دير لاين وطالبت بتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية. وصرحت كلير قبيل مظاهرة تضامن مع غزة في بروكسل:
"إن الطبقة العاملة في بلجيكا ضد القمع الاستعماري ومن أجل تحرير فلسطين، لقد أساء الناس في السلطة ذلك. نحن نبني عالما أفضل"
بواسطة نائبة البرلمان الأوروبي الأيرلندية كلير دالي
.
وتعد كلير دالي من أصوات الاحتجاج العالية في أوروبا، مثل أصوات أخرى يسارية تنشط منذ عقود في السياسة الأوروبية، وتقف تاريخيا مع القضايا العادلة، ولكنها لم تؤثر سابقا ولا راهنا في المواقف الرسمية الأوروبية والغربية إلا بشكل محدود، فهناك ارتباط عضوي بين السلطات الأوروبية وإسرائيل لم يتزحزح إلا نادرا.الرئيس الأميركي (يمين) جو بايدن يحتضن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مطار بن غوريون في تل أبيب (رويترز)
الغرب الرسمي المنحاز
في أوج الحرب الإسرائيلية على غزة، زار الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب تسبقه عشرات المجازر الإسرائيلية وأمامه أبشع مجازر العصر، وكرر مجددا الروايات المزورة التي روجت لها إسرائيل والإعلام الغربي، بما فيها رواية مسؤولية "الطرف الثاني" عن قصف المستشفى المعمداني، وتعهد بمزيد الدعم لإسرائيل، بل زاد عن ذلك بقوله: "إذا لم تكن إسرائيل موجودة لكنا أنشأناها".
وجاء المستشار الألماني أولاف شولتس بدوره صامتا عن مجزرة كبرى مروعة ضد الإنسانية، وأتى بعده رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ولم يتحدث عن المجازر في غزة، وأعلن دعمه الكامل لإسرائيل، وكذلك فعلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ومثلها فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إسرائيل إلى "رد قوي وعادل".
يحتج نشطاء السلام والمعارضون على هذا التدافع الغربي الكثيف لزيارة تل أبيب ولقاء نتنياهو في أوج الحملة العسكرية على غزة والمجازر اليومية التي ترتكب، ورغم الكلمات القليلة التي يسوقها القادة الغربيون على استحياء عن "حل الدولتين"، فإن زياراتهم تلك تعتبرونها دعما كاملا لإسرائيل.
وباستثناء أيرلندا وأسكتلندا والنرويج وإسبانيا، تتماهى المواقف الغربية الرسمية بشكل كامل مع السرديات الإسرائيلية، ومن زاوية تاريخية ليست هذه المواقف مستغربة، فالمنظومة الغربية صمتت على كل المجازر الإسرائيلية حاضرا وتاريخا، رغم أنها أصدرت منذ عقود عشرات المواثيق والقوانين والعهود التي فرضتها على العالم لتؤكد على الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والحريات، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا تطبقها إلا وفق حاجاتها ومصالحها وانحيازاتها.ماكرون (يسار) يصافح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب (الفرنسية)
وتكمن المفارقة في التضييقات الشديدة التي تمارسها الحكومات الغربية على الآراء والمواقف التي تختلف مع التوجه الرسمي في مقاربة القضية الفلسطينية، ويعبر عنها الصحفي والكاتب البلجيكي بودوان لويس في موقع "أوريان 21" بقوله: "تبدو حرية التعبير محل تساؤل في أوروبا، وفي مفارقة كبرى يكون ذلك باسم الدفاع عن دولة إسرائيل تضرب بدورها عرض الحائط بمبادئ القوانين الدولية وحقوق الإنسان بشكل يدعو للدهشة".
ففي وقت يرفع فيه العلم الإسرائيلي على مقر المفوضية الأوروبية والبرلماني الأوروبي، يتم منع عضو البرلمان مانو بينيدا عن تكتل اليسار المتحد الإسباني من وضع الكوفية الفلسطينية خلال اجتماع البرلمانيين، رغم تأكيده أنها تعد رمزا ثقافيا وليس سياسيا.
وانتقد بينيدا -وهو أيضا رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات بين الاتحاد وفلسطين- ذلك الموقف، مشيرا أيضا إلى حذف مقاطع فيديو له من على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا:
"اللوبي الصهيوني ومخالبه، يحاولون إسكات التضامن مع فلسطين، لكنهم لم ينجحوا"
بواسطة مانو بينيدا عضو البرلمان الأوروبي
من جهتها، هاجمت مانون أوبري عضو البرلمان مجموعة اليسار الاشتراكية الفرنسية الديمقراطية رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين عن "انحيازها المفضوح لإسرائيل"، وذكرتها بأن "3 آلاف من سكان غزة ثلهم من الأطفال قد قتلوا في القصف الإسرائيلي".
وتشير هذه التصريحات إلى أن الدول الغربية وقعت في فخ التناقض في مواقفها هذه، حين أصدرت تشريعات تجرم حركات مقاطعة إسرائيل والتضامن مع القضية الفلسطينية (بي دي إس) وتخضع المتظاهرين السلميين فيها لرقابة شديدة وتهدد بتغريم وطرد من ينتقد إسرائيل أو يعبر عن تأييده للحق الفلسطيني، ويوصم كل صاحب رأي مختلف بأنه "معاد للسامية" وفق الإعلان الذي صادق عليه مجلس العدالة والشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2018.
وكان النائب في البرلمان الأيرلندي ريتشارد بويد عن تحالف اليسار واضحا أيضا، حين هاجم ما سماه "النفاق المطلق" وازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في النظر إلى الجرائم ضد الإنسانية بقوله:
"كيف يعامل الفلسطينيون كعرق أدنى ويمنعون من الماء والغذاء ومع ذلك لا تسلط عقوبات على سياسة الأبارتايد التي تمارسها إسرائيل؟"
بواسطة النائب الأيرلندي ريتشارد بويد
.المظاهرة المؤيدة لفلسطين في باريس شهدت مشاركة أطياف شعبية وسياسية متنوعة (الفرنسية)
فوبيا الاختلاف من الرياضة إلى السياسة
قبل سنوات عبر اللاعب الألماني من أصول تركية مسعود أوزيل عن هذا التناقض الغربي حين قال: "أنا ألماني عندما نفوز، لكنني مهاجر عندما نخسر"، وتحت سطوة مقولات الحرية الغربية، لم ينل موقفه ما يستحق من تمحيص، وفي فرنسا تحضر أيضا مقولة "الأفارقة من أجل الرياضة"، إذ إن دينامية الفوز والحضور القوي للاعبين الأفارقة تجعلهم موضع تقدير ظرفي، ويغيب ذلك عند الهزائم أو الاعتزال أو فقدان البريق أو إبداء موقف يختلف مع السرديات القائمة.
كان اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية كريم بنزيمة بطلا حين قاد منتخب فرنسا إلى الانتصارات ومصدر فخر حين حاز الكرة الذهبية لعام 2022، لكنه أصبح الآن غير جدير بالجنسية الفرنسية، ولم يعد يستحق الكرة الذهبية التي منحتها مجلة فرانس فوتبول، واستدعيت خلفيته العرقية والدينية بمجرد أنه تضامن إنسانيا مع أهالي غزة ضحايا القصف الدموي الإسرائيلي للمستشفى المعمداني.
هذه الحملة الممنهجة -التي تتناقض مع كل الحقوق والحريات الغربية- طالت أيضا لاعبين وناشطين وسياسيين وحقوقيين وإعلاميين عربا وأفارقة يوصمون بتهمة "الدفاع عن الإرهاب" و"التحريض على الكراهية أو العنف"، فيتعرضون لحملة ترهيب تستهدف مستقبلهم ووضعهم برمته في البلدان التي وولدوا ونشؤوا فيها، واكتشفوا أنهم يرجعونهم إلى أصولهم الأولى بمجرد التعبير عن موقف مختلف.
وفي حالة رسام الكاريكاتير في صحيفة ذي غارديان البريطانية ستيف بيل، فإن حرية الفكر والرأي والتعبير المكفولة والمقدسة في الغرب توقفت بمجرد انتقاده في رسم كاريكاتيري ممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه على غزة، فطرد من عمله الذي زاوله مدة 40 عاما، رغم أن الصحيفة رفضت نشر الكاريكاتير في الأصل.
وبات الناشطون السياسيون والإعلاميون والصحفيون في مؤسسات إعلامية غربية يخضعون لضغوط وتضييقات شديدة تستهدف آراءهم ومواقفهم الشخصية، لتتلاءم مع السرديات الإسرائيلية التي يتبناها معظم الإعلام الغربي، تحت طائلة الفصل وإنهاء العقود.
الجرائم الإسرائيلية أيقظت الضمير الشعبي العالمي (الأناضول)
الضمير الشعبي
تشير المظاهرات الضخمة التي ضمت أكثر من 100 ألف شخص في لندن وتلك التي حضر فيها نحو 70 ألفا في برشلونة، أو تلك التي ضمت عشرات الآلاف في باريس، وفي بقية مدن العالم، أن هناك منظومة عالمية أخرى أكثر عدلا واتساقا في إنسانيتها، هي تلك التي تعبر عنها شعوب جنوب العالم، وممن يعتمدون بوصلة لا تحيد في الدفاع عن قيم الحق والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والشعوب، لكن تلك المنظومة الشعبية التلقائية لا تسندها عناصر القوة اللازمة للتأثير.
لقد هزت مجزرة المستشفى المعمداني بوحشيتها وفداحتها والمجازر الإسرائيلية المتواصلة ضمير العالم الحر والمؤسسات الحقوقية الدولية المستقلة والشارع العربي والإسلامي والعالمي ودعاة السلام، وقد استفزهم هذا الانحياز الرسمي للدول الغربية لإسرائيل.
وتعبر هذه المظاهرات والتحركات الشعبية عن خيبة أمل في منظومة غربية بمؤسساتها السياسية والاقتصادية والإعلامية المتحكمة في مفاصل العالم، وتدعم المجازر والتطهير العرقي والحصار المطبق لشعب أعزل وتطمس الحقائق وتزيفها بلا رادع أخلاقي.
وبالنسبة لملايين المتظاهرين حول العالم، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة والدعم الغربي لها هي نتاج ضعف المؤسسات الدولية، من بينها منظمة الأمم المتحدة التي يتحكم فيها الفيتو الغربي، والتي طالما كانت سلاحا فائض القوة بيد الدول الغربية ضد قضايا العالم البائس وشعوبه وخاصة الشعب الفلسطيني.
يدرك هذا الضمير العالمي الحي والمضاد للسرديات الرسمية الذي يمثله دعاة السلام ومعظم اليسار الأوروبي والعالمي الذي تفجعه الجرائم الإسرائيلية، أن النظام الدولي السائد والمهيمن يمارس معايير مزدوجة في مقارباته السياسية والحقوقية وتبيح الجرائم أو تسكت عنها متى كانت متناسبة مع مصالحه وتوجهاته، ويدرك أيضا أن قبضة الشمال المهيمن على الجنوب المهمش هي موطن العطب الحقيقي.
كان موقف ميلانشون وكلير دالي ومانون أوبري، وغيرهم من المثقفين والسياسيين من أصحاب الضمائر الحية في أوروبا والعالم ممن يخرجون في مظاهرات من القضية الفلسطينية هو نفسه ما قاموا به ضد هؤلاء الذين حاصروا العراق قبل ذلك، فمنعوا عن أطفاله الحليب والدواء وأقلام الرصاص والحبر والطباشير لمدارسهم.
يعتقد هؤلاء أن العالم يحتاج إلى نموذج جديد وفعّال وشفاف للعلاقات الدولية "يرى الفلسطيني كإنسان"، ويقوم على المساواة الحقة واحترام حقوق الإنسان دون تمييز واحترام إرادة الشعوب دون انحياز، ويحتاج إلى مؤسسات دولية لا تخضع لضغوط القوة والهيمنة والتفوق العسكري ورواسب التاريخ الاستعماري، ليتشكل طريق آخر للعبور إلى العدالة، على حد قول النائب الإسباني بالبرلمان الأوروبي مانو بينيدا.
المصدر : الجزيرة + وكالات
***
(بدون..تعليق)..!
اللواء السعودي أحمد الفيفي يطالب (اليمنيّين) ب(التوقّف عن الأساءة..ل"حكّام..المهلكة السّعوديّة")..؟!
لواء سعودي: سنتوقف عن مهاجمة الحوثي.. ولكن بشرط
عدن الغد - الأحد 31 ديسمبر 2023
(عدن الغد) خاص: